يعود أصل البوازيد. إلى الولي الصالح سيدي بوزيد بن علي بن مهدي بن صفوان بن مروان بن يسار بن موسى بن سليمان بن يحيى بن موسى بن عيسى بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسين المثنى بن الحسين السبط ابن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ 1ولد سيدي بوزيد بمكة المكرمة في بداية القرن الخامس ( 420 ه، 1050 م)،ومن صفاته أنه كان أشقر اللون، مقرون الحاجب، كثيف اللحية، له علامة في طرف جبهته ،وهو جرح أصابه به جواد من الخيل وهو في سن الثامنة عشر ، عاش من العمر ما قارب 163 سنة ،تلقى تعليمه الأول في مسقط رأسه ،حيث حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز من العمر 10 سنوات ، درس الفقه والحديث وعلوم الشريعة، تتلمذ على يد شيوخ أجلاء منهم أبو حامد الغزالي، سيدي ابن العربي،وغيرهم من العلماء.
وعندما بلغ من العمر أربعين سنة، عزم على الرحيل لزيارة ضريح إدريس الأكبر،في المغرب الأقصى، فاستغرقت رحلته نحو 40 سنة،وقد شهد له سكان المناطق التي حل بها بالعلم وسعة الرزق وحسن الأخلاق. و بمدينة فاس، طاب له العيش فأستقر بها، إلى أن أصبح حاكما لها ،ولكن ومع مرور الوقت نشب نزاع بينه وبين أبناء عمه الأدارسة، فتنازل لهم عن الحكم ورحل هووأفراد عائلته إلى جبل راشد بالمغرب ، و في سنة ( 510 ه، 1150 م)،زار الجزائر، أين استقر في منطقة "بجبل العمور"،حملت اسمه "قرية سيدي بوزيد "،كما يوجد بها ضريحه .
توفى في ( 850 ه، 1210 م)،خلف أربعة أولاد هم : عبد الله ،محمد، أحمد، علي عبد الله وذريته: أولاد عبد الله هم جزء كبير من سكان القرية حيث ضريح سيدي بوزيد، والجزء الآخر توزعوا بين الهامل،و تاقين (قرب معسكر) ،أولاد سيدي العيد في فرندة، أولاد عبد المالك في ثنية الحد.محمد وذريته: أولاد سيدي محمد غادروا كلهم إلى المغرب ولم يبق أحد من ذريته في الجزائر،وهم الآن موزعون بين تازا والدار البيضاء ،حيث قرية بالقرب من هذه المدينة تحمل. اسم سيدي بوزيد أحمد وذريته:
أولاد أحمد وهم موجودون كلهم في أقصى الشرق الجزائري حتى تونس، حيثتحمل ولاية تونسية اسم سيدي بوزيد. نبغ من أولاده وأسلافه كثير من العلماء والأولياء منهم: سيدي محمد بالقاسم الهاملي، وضريحه في بلدية الهامل بالقرب من بوسعادة. ·
سيدي الحسين بن أحمد البوزيدي مدرس بالأزهر في مصر.
سيدي محمد بوزيدي المستغانمي شيخ الطريقة الشاذلية الشهيرة.
سيدي إبراهيم بن أحمد شيخ طريقة ومؤسس الزاوية القادرية في تونس . سيدي محمد البوزيدي المغربي شيخ الطريقة الدرقاوية.
العالم الصوفي الكبير بن عجيبة المغربي، صاحب المؤلفات العديدة، من ضمنها: أيقاظ الهمم في شرح الحكم العطائية لابن عط الله الإسكندري العلامة سيدي محمد الشاذلي القسنطيني وكان من الأصدقاء المقربين للأمير عبد القادر.علي و ذريته: وهم أولاد جلول، أولاد إدريس، أولاد أيوب، أولاد جعفر لجبابرة (المدعوون البوازيد الشراقة) وأولاد عيسى بالقبائل وهم ينتمون إلى الزاوية الرحمانية أولاد أسعود في البيض، أولاد صافي في سيدي بلعباس، بني سعد في تلمسان، أولاد بوزيد بن عبد الله في غيليزان.
وقد أشتهر عرش البوازيد عموما بالشجاعة والكرم وسعة العلم لقول الشاعر:
وحاصل الذكر أن البوازيد كلهم
فإما شجاع بالسلاح مغمد
وإما كريم الضيف للقرى
وإما ملك سائس يتهدد
وإما همام العصر سلط ان قائد
وإما تقي بلتقى يتعبد
وإما ولى كامل يرشد الورى
إما عليم للعلوم مجدد
وإما فتى حمل القرآن ربنا
وإما إمام خطيب مصهرد
و بوازيد منطقة الزاب ينتمون إلى الابن الرابع لسيدي بوزيد على بن سيدي بوزيد، و بسبب الاضطهاد الذي تعرض له هؤلاء البوازيد في الغرب من قبل أمراء تلمسان انسحبوا تباعا إلى جبل عمور ( عين الريش )، ثم إلى أولاد جلال وأخيرا استقروا في واحة العامري وبعد استقرارهم في الواحة ، شرع البوازيد في تشييد المنازل وبعض المرافق المهمة كالمسجد القديم على سبيل المثال .كما أنهم كانوا يمتلكون ثروة هائلة، والمتمثلة في
قطعان الماشية والتي كانت سببا في انتقالهم إلى التل في مواسم الحر 4 ،كما كانوا يقصدون سوق السبت الموجودة في طولقة لفرز التمور ، وتنقلاتهم غالبا ما كانت تتم في
مجموعات 1 أما عن تاريخهم في المنطقة قبل الاحتلال الفرنسي ، فقد كانت منطقة لغروس في لعهد التركي تحت قيادة البوزيدي (شيخ الغروس)،وذلك بعد أن منحه صالح باي الزميرلي البرنس الأزرق ، وهذا دليل على تعينه في منصب شيخ العرب بالزاب
الشرقي ،فقد كان هذا البرنس الأزرق اللون دليل على مرتبة المشيخة ،وكان هذا الشيخ تابع لأوامر القايد التركي الذي يلبس البرنس الأحمر .
كما حرص البوازيد على تقديم . لشيخ العرب 300 فارس تساعده في عملية استخلاص الضرائب من سكان الزاب 2
وفي أواخر القرن 17 وبداية القرن 18 قادت أم هاني التركية 3، حركتها في منطقة الزاب فكان من أهم نتائجها انقسام قبائل الجنوب إلى قسمين: حيث ضم 4 القسم الأول: أهل بن علي، الشرفة، غمرة الذين إمتنعوا عن تقديم الطاعة لشيخ العرب .إلا بقوة السلاح.
القسم الثاني : البوازيد ،أولاد زكري الذين قدموا لشيخ العرب الطاعة العمياء ، وفي هذه المرحلة لم يختلف الوضع كثيرا حيث ظل البوازيد أوفياء لشيخ العرب وحادثة مقتل فرحات بن السعيد على يد البوازيد 1842 اكبر دليل على ذلك ، وبقى هذا الولاء إلى غاية الاحتلال الفرنسي للزيبان 1844
- لمحة عامة عن واحة العامري :
تقع واحة العامري في الجنوب الغربي لمدينة بسكرة، على بعد 50 كلم تقريبا على مجرى مائي ينحدر من جبال أقسوم ويصب في وادي جدي ،و قد قامت هذه القرية على أنقاض قرية قديمة تدعى بيقو تقع على بعد 500 م شرق القرية الحالية، و قد زالت آثار ، · هذه القرية و لم يبق من أثارها إلا القليل أما القرية الحديثة (العامري) ،فهي قرية بسيطة البناء مبنية من الأخشاب والجريد، يتجاوز عدد دورها 300 دار يحيط بها سور حصين، مزود بمنافذ و أبراج لمراقبة محيطها، و للدفاع عنها ، يوجد بالقرية مدخلان (شرقي وغربي) و هما عبارة عن بابين يوصدان بعد صلاة العشاء ،و يفتحان مع طلوع الشمس،كما يوجد بها قصر العامري المكون من منازل متجاورة و قد كانت حياتها الاقتصادية جد مزدهرة، و ذلك بسبب وجود الكثير من المتاجرو دور الحرفيين ( صناع، حدادين... الخ).والمنطقة مشتهرة بصناعة الزرابي والبرانس، و صناعة السلاح كالحراب و الخناجر و كذلك صناعة البارود، كما كانت تقام بها سوق أسبوعية كل يوم جمعة ، و أهالي المنطقة يعتمدون في معيشتهم على غرس النخيل، و زراعة الحبوب و الخضر، و على رعي المواشي و الإبل و تربية الخيول خاصة عند البوازيد الرحل المنتشرين في ضواحي القرية.
أما فيما يخص الجانب الثقافي للواحة، فهو لا يقل أهمية عن الجانب الاقتصادي، فقرية العامري كانت تزخر بدور العلم خاصة المساجد 4 و قد لعبت دورا فعالا في الحياة الثقافية بالمنطقة،فأصبحت مقصدا لكثير من العلماء في بلاد الجريد ونفطه ، كما اشتهر بها عدد من الأطباء العارفين بفن الطب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق