-->

السبت، 9 يناير 2016

حضارة و تاريخ بوابة الصحراء بسكرة | فيديوهات وصور

بسكرة هي ولاية تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزائر تبعد عن عاصمة البلاد بـ 400 كلم حيث يحدها من الشمال ولاية باتنة التي تبعد حوالي 120 كلم ومن الغرب ولاية الجلفة بي 277كلم ومن الجنوب الوادي بـ 220 كلم .

من هي بسكرة
 بسكرة عروس الزيبان ومدينة النخيل مظهر جمال الطبيعة الفتان بوابة الصحراء الجزائرية من الجبهة الشرقية معقل العلم والعلماء ومحضن الشعر والشعراء ملهمة المبدعين والفنانين ومقصد السائحين والنابغين من مختلف أقطار العالم ويذكرعن ماضيها الاسم الروماني
القديم للمدينة وهو (فيسيرا) غير أن هناك من يرى أن تسمية ''فيسيرا'' عربية وقع فيها دمج لإسمي قريتين قديمتين في المنطقة وهما ''سبة'' و''كرة''. وهناك من يرى أن التسمية قريبة من السكر نظرا لحلاوة تمور المنطقة. ومهما يكن من خلاف في التسمية فالأمر المؤكد هو عراقة هذه المدينة. حيث أن وجود مدينة بسكرة يعود إلى العهد الروماني حيث ذكر المؤرخ الإغريقي بلين ''فيسيرا'' في كتاباته كيفية انضمامها إلى حكم الإمبراطور أغسطس ما بين سنتي 19و 30 قبل الميلاد.
أعلام بسكرة قديما وحديثا
أنجبت مدينة بسكرة عبر العصور فطاحل وأدباء وشعراء وعلماء أجلاء ، فمن بين أبرز الأعلام الشيخ الأخضري صاحب المنظومة الشهيرة المرجعية الشهيرة في سجود السهو، بالإضافة إلى علماء أعلام أمثال : الشيخ الطيب العقبي، الشاعر أبو بكر بن رحمون، أحمد رضا حوحو.
ومن الأعلام المعاصرين : الشاعرين عمر البرناوي وأبو القاسم خمار، والإعلامي التلفزيوني المعروف سليمان بخليلي والعقيد احمد بن عبد الرزاق الملقب بسي الحواس الدي اسس الثورة في الجنوب والعقيد علي ملاح وغيرهم.
استقطبت هذه المدينة التاريخية اهتمام ومحبة كل الزوار الذين حلوا بها وعاشوا تحت سمائها، شعراء، فنانون، أدباء، قناصون، رياضيون ومؤرخــون وجدوا كلهم في هذه البلاد الجميلة أحلامهم، إلهامهم وذكرياتهم فكتبوا وكتبوا عنها دون ملل، كتب عنها المؤرخ الكبير ابن خلدون والأديب الفرنسي اندريه جيد وغيرهم.
 أما السياحة في بسكرة تأخذك بين عراقة التاريخ الثري و جمال الطبيعة الساحرالذي يعطيها ذوقا جماليا خاصا، إلى التراث من المعمار والصناعة التقليدية و الطبخ البسكري، مما يجعل من المستحيل إنصاف المدينة في زيارة واحدة 


الآثار في  بسكرة
تزخر بسكرة بالعديد من المناطق الأثرية منها الرومانية مثل باديس, زريبة الوادي, أورلال , مليلي, تهودة,طولقة القديمة, ليوة, الحوش بسكرة,القنطرة, جمورة, الفيض,لوطاية,لبرانيس,أولاد جلال, ليشانة. 
معلم تهودة الأثري



كان النقيب الفرنسي راجو أول من حاول تتبع تاريخ نشأة المدينة بالتدقيق غير أنه لم يتوصل إلى ذلك، وجل ما كتبه في هذا الشأن أنها مدينة ذات أصل بربري أي ليبي، وتعد واحدة من أقدم المدن النوميدية. وبالرجوع إلى أصول نشأة تبوديوس، نجد أن تأسيسها قديم جدا ضاربا في جذور التاريخ يعود ما قبل القرن الأول الميلادي، فذكر المؤرخ الروماني الطبيعي بلينوس القديم وهو من كتاب القرن الأول الميلادي اسم مدينة تبوديوس كإحدى المدن الثلاثين الحرة التي استولى عليها القائد الروماني كورنيليوس بالبوس سنة 19 قبل الميلاد، ضمن حملته الكبيرة على قبائل الجرامنت في المناطق الصحراوية بجنوب البروقنصلية وعاصمتهم جرمة، كما أطلق اسم "التاوديون" على سكانها.
وأخذت تهودة دورا تاريخيا مهما منذ الحقبة الرومانية نظرا لدورها الفعال في حماية الحدود الجنوبية للإمبراطورية بفضل موقعها الإستراتيجي وكونها تندرج ضمن سلسلة من المدن المحصنة. وقد ذكرت المدينة في العديد من المصادر القديمة، فلقد ذكرها "بلين Pline L'Ancien" تحت اسم "تبوديوم أوبيدوم Tabudium oppidum"، كما نجدها باسم "ثبوديوس Thabudeos" على سلسلة من العلامات الميلية التي تربط بينها وبين "Ad Majores". ومن المحتمل أن تكون تهودة هي "ثوبوتيس" التي يضعها "بطليموس Ptolémée" على بعد 12 ميلا شرق "فسكرا Vescra". أما على "طاولة بتنجير Table de Peutinger" فإن ثوبوديوس تبعد بــ 24 ميلا عن "جملاي" Gemelae.
كما مرت تهودة بالفترة المسيحية، وهذا ما تدل عليه مختلف البازيليكات والكنائس المنتشرة في المنطقة، لتأخذ المدينة استقلالها خلال الفترة الوندالية تحت حكم الملك ”هونريك Hunéric”، إلا أن ذلك لم يدم حيث أن البيزنطيين استعادوا كل المدن الرومانية الواقعة في منطقة الأوراس التي كانت تشكل خط الليمس الروماني لتشكل من جديد خط الليمس البيزنطي، ومن بين هذه المدن ”تهودة” . 
كما أن مسألة وجود الإحتلال البيزنطي بجنوب جبال الأوراس عامة وتهوذة خاصة أمر مازال محل خلاف ونقاش بين الباحثين الذين انقسموا إلى فريقين: أحدهما مؤيد لهذا الوجود، يضم كل من كريستيان كورتوا الذي رأى في اكتشاف أوجين ألبرتيني لوثيقة بيزنطية بنقرين دليلا ماديا على احتلال البيزنطيين لهذه المنطقة.
 زيادة على ذلك جاء العثور على أجزاء نقيشة قرب المعسكر السدس لتهوذة تبين أنها بيزنطية لاحتوائها على عبارة قنصل سابق التي شاع استخدامها خلال العهد البيزنطي، حيث عثر على مثيلاها في اثني عشر نقيشة إهدائية أخرى تعود لفترة صولون الثانية بين سنوات 539-545م. 
كما ان حرف  ذي الشكل الدائري خاص بالكتابة البيزنطية وهو مشابه في نقيشة سور باغاي. 
من جهته أشار كانيا إلى السور المحيط بمدينة بسرياني من إنشاء بيزنطي استنادا إلى مواد البناء وتقنيه البناء المستخدمة فيه، والتي تعد من أهم خصائص العمارة البيزنطية التي تميزها الأسوار الشاهقة والضخمة والسميكة، وتوظيف مختلف أنقاض المنشآت القديمة في عملية البناء. وإذا وضعنا في الحسبان قرب المسافة بين بسرياني وتهوذه، فإن ذلك يستلزم حتما احتلالهم لهذه الأخيرة كذلك، لكن الدليل القاطع الذي يحل هذا الصراع هو وجود أساسات سور بيزنطية في الموقع.
وركز رواة الفتح أولئك في تتبعهم للفتوحات الإسلامية الأولى لإفريقيا الشمالية على تتبع سير المعارك بين المسلمين والبيزنطيين وحلفائهم، ولم يلتفتوا الى وصف المدن القائمة أنداك أو بإعطاء لمحة عنها لذلك ما نعرفه عن وضعيتها الاقتصادية والاجتماعية قليل جدا وتهودة لم يرد ذكرها عندهم إلا مقرونة باستشهاد عقبة بن نافع الفهري رفقة جمع من الصحابة والتابعين في معركة تهودة سنة 63 هجري الموافق لـ 682 م.
وتعتبر كتابات الجغرافي العربي أبو عبيد البكري، أحسن ما كتب عن تهوذة والتفاصيل التي أوردها تعد من الأفضل والأدق من بين كل المصادر التي تناولتها قبلا وبعدا، فالبكري الذي هو من رحالة القرن الخامس الهجري - الحادي عشر الميلادي - زراها وترك لنا وصفا جميلا لها حيث يقول، ومنها أي بسكرة ان مدينة تهوذة وتعرف بالسحر،  وهي مدينة آهلة بكثيرة الثمار والنخيل والزرع. وتهوذة مدينة أولية بناياتها بالحجر لها أموال كثيرة وحولها ربض قد خندق على جميعه واستدار المدينة، بها جامع جليل ومساجد كثيرة واسواق وفنادق ونهر يصب جوفها من جبل أوراس، سكانها العرب وقوم من قريش، إن كانت بينهم من يجاورهم حرب أرسلوا ماء النهر في الخندق المحيط بمدينتهم فشربوا منه وامتنعوا من عدوهم به .. وفي المدينة بئر لا تنزح أولية وآبار كثيرة وأعداؤهم هوارة. 
وأهل تهوذة على مذاهب أهل العراق، وحولها بساتين كثيرة من اصناف الثمار وضروب البذور وحواليها أزيد من عشرين قرية. ويضيف في موضع آخر  يقوله، وقال - يقصد عقبة - في طريقة أمر إلى مدينة تهوذة ومدينة باديس. وكانتا في ذلك الوقت من أعظم مدائن المغرب”.
 معلم القنطرة بوابة الصحراء
  دورها التاريخي





 منطقة أورلال 
كانت أورلال في القديم تسمى(وعلان) كما جاء في النسخة التونسية (وغلان) في سنة 460 هجرية وهي بلدة من بلاد الزاب القبلي أو الصحراوي فهي من القرى تضم قبائل صنهاجة ،ملوك القلعة من بني رمان وآثارها باقية إلى يومنا هذا في المكان المسمى بالأسوار
وتعرضت هذه المنطقة إلى الاحتلال من طرف الرومان وأقاموا فيها مدينة جنوب وادي الجدي سميت آنذاك بجميلة الصغرى(القصبات) وتشهد بعض البقايا الأثرية على الأثر الحضاري الروماني رغم التخريب والسرقة في عهد الاستعمار الفرنسي وكذلك ساقية (بنت الخس) حزام حدود الدولة الرومانية عرفت هذه المنطقة الإسلام في ق 7 ميلادي الموافق للقرن الأول للهجرة 63 هـ على يد الصحابي الجليل "عقبة بن نافع" رضي الله عنه بعد بسكرة وتمكن المسلمون بعد ذلك من طرد الحاميات الرومانية وعادت الأرض إلى أصحابها ،وبعدها تمكنت عائلة بني رمان من التحكم في زمام الأمور ببسكرة وما جاورها من قرى وتعود هذه العائلة إلى قبائل "صنهاجة".
الآثار الرومانية بأورلال
منطقة أورلال غنية بشواهدها وآثارها التاريخية التي تدل على أنها منطقة من المناطق ذات الموقع الإستراتيجي الذي جعل الرومانيين يستقرون بها ويشيدون بها مدينة من أكبر المدن في ذلك الوقت التي سميت (جميلة الصغرى ) أو( جميلة 02 ) و تقع هذه الآثار جنوب وادي جدي و هي عبارة عن معسكر رماني ، أقامها الرومان لحماية حدودهم الجنوبية ، و هي عبارة عن القاعدة الخليفة لهذه الدولة ، و مازلت أثارها قائمة الى حد اليوم و ذلك رغم العوامل الطبيعية و البشرية عليها ، حيث أقام عليها المستعمر الفرنسي حفريات خلال سنوات 1947 الى غاية 1949.
وفي ما يلي شهادة حية لأحد المواطنين يبين فيها سرقة القطع الأثرية التي كانت تزخر بها أورلال . هذا المواطن هو السيد : محمد بن عمر بن مسعود بن حميدة بن صيفي المدعو (حمى قرابة) المولود خلال 1918 من عائلة لكحل أولاد لكحل الزابية القدامى يتحدث عن نفسه قائلا "كنت أدرس في أحد المدارس الفرنسية بين سنة 1928 – 1932 على يد مجموعة من المعلمين منهم : – خنفر – علام أحمد – علي بوذهب القلي- سيزون "فرنسي" و لما أصبحت أتقن اللغة الفرنسية استدعاني العقيد " جون بارداز " – طيار فرنسي – فإختارني كرئيس للعمال وأمرنا بالبحث في منطقة جميلة الكائنة جنوب وادي جدي والقيام بالحفريات على أي قطعة أثرية رومانية وذلك في سنة 1947 إلى غاية 1949 كان عدد العمال في ذلك الوقت مايقارب 30 عاملا منهم : عيسى كحيل – بورحلة صغير وأخيه عبد الله- أحمد رايس وأخويه محمد وعبد القادر- لخضر دلاح – زياد رايس- العقون فرحات – عامر لخذاري – بلقاسم حماني بن الطاهر – التركي جحيش . كنا نجمع التماثيل والرخاميات والحجارة المنقوشة ونضعها في صناديق وتحمل إلى فرنسا .
هذه شهادة حية لأحد سكان أورلال يبين فيها مدى التخريب الذي لحق هذه المنطقة كغيرها من مناطق الوطن على يد المستعمر الفرنسي وأعوانه محاولين بذلك طمس الحضارة الوطنية .
ومنها الآثار العربية 
وهي كثيرة جدا أهمها جامع عقبة بن نافع ببلدة سيدي عقبة حيث يوجد فيه ضريحه الطاهرومقطع من سارية حجرية عثر عليها في قرية قرطة، وتحوي هذه السارية كتابة منقوشة بالخط الكوفي غير المنقوط يعود تاريخها إلى سنة 126 هـ. كما يوجد في الجامع أيضا باب طبنة الخشبي المنقوش المهدى إلى جامع عقبة في القرن الخامس للهجرة وفي بلدة خنقة سيدي ناجي آثار تعود إلى العهد العثماني مثل البنايات ذات الطوابق المسماة في الخنقة بالسرايا
جمال مناضر خنقة سيدي ناجي يجذب عشاق الصورة الفوتو غرافية


بسكرة وطبيعتها الخلابة خنقة سيدي ناجي


 تعود نشأة خنقة سيدي ناجي إلى العهد الروماني حيث توجد بها اثار ساقية رومانية لجلب الماء من واد العرب تأسست خنقة سيدي ناجي في عام 1602م / 1010هـ على يد الشيخ سيدي المبارك بن قاسم اشتهرت خنقة سيدي ناجي في بداية تأسيسها بزاويتها التي استقطبت طلاب العلم من كل المناطق المجاورة، ثم اشتهرت بزراعة النخيل والأشجار المثمرة فتوسعت وذاع صيتها في البلاد.
-"الخنقة" كانت قبل تأسيسها غابة من أشجار "العرعار" ونبات "القصب" على ضفاف الوادي تعيش فيها الكثير من الحيوانات وخاصة "النعام" حتى أطلق عليها "مورد النعام"، وظهرت بعد ذلك سكنات يقطنها الموالون شتاءً ويغادرونها صيفا، وفي سنة 1602 م الموافق 1011  هـ دخلها "الشيخ المبارك بن قاسم" مع بعض من أتباعه ليستقربها ويطلق عليها اسم "الخنقة" والتي تعني "الفج" أو "المضيق" وأضاف إليها "سيدي ناجي" تبركا بجده الشيخ التقي الدفين بتونس"سيدي ناجي الأكبر"، ويعود سبب الاستقرار في هذا المكان حسب ما يشاع إلى منام للشيخ المبارك بن قاسم، حيث رأى جده "سيدي ناجي" في المنام وقال له اذهب إلى "الخنقة" مورد النعام واستوطن بها، فبحث عنها حتى وجدها واستقر بها، ثم دعا الناس للاستيطان بها وتعميرها على قاعدة "من أحيا أرضا فهي له "، ومن بين القبائل التي رافقت الشيخ "لمبارك" والتي قيل أنها سبع قبائل، في حين بعض المراجع تقول أنها ست عشرة قبيلة نذكر منها؛"اللواتة"،"صدراته"،"هزابر"،"زهانة"،"دريد" "نهد"،"زناتة"،" طرود"،"شميسات"،"أولاد خيري"،"بني كثير"،"بني زرق"،"أولاد جوين"،"مناع"،"الكلبة" و"اغموقات"، وفي القرن الحادي عشر أصبحت "الخنقة" قرية مزدهرة ذات نخيل باسقة وأشجار مثمرة وخضر متنوعة، حيث كان "وادي العرب" إبان ذلك العهد في أحسن مراحل تكوينه، ما جعل السدود والسواقي التقليدية سهلة المنال والاستغلال، وهذا ما أهلها لأن تستغل وتستصلح أكبر المساحات زراعيا وخاصة بالمنطقة المسماة "جناح الأخضر" إلى أن اشتهرت بجودة شعيرها وقمحها ليباع إلى قوافل الصحراء وبأسعار مرتفعة جدا إضافة إلى هذا فقد اهتم سكان "الخنقة" بإنتاج أحسن أنواع التمور، وكان على رأسها "دقلة نور"
 منطقة سيدي عقبة قصة الصحابة الكرام



تفيد الكتآبآت التآريخية أن مسجد الفآتح الفهري عقبة بن نآفع أحد أقدم المسآجد في شمآل إفريقيآ، بعد مسجد القيروآن بتونس، فبعد إستشهآد القآئد عقبة بن نآفع في موقعة تهودة سنة 63 هــ الموآفق لــــــــــ 682م مع خيرة جيشــه 300 جندي، دفن وبُني على قبره ضريح وأسس مسجد حمل إسمه، ويعد هذآ المسجد النوآة الأولــى لبلدة سيدي عقبة على إعتبآر أن المدينة القديمة كآنت تهودة، حيث قآمت قبيلة أولاد مولآت ببنآء زآوية في القـــرن الـــ 9 هـ، وبعد قــرن كـــآمل من الزمـــن تم إنجــــآز حــــآرة كــــآملة مقـــآبلة للمســـجد سميت البليدة -
ثم بنيت عدة حآرات أخرى وأصبحت تسمى - سيدي عقبة - كمآ تسمى الآن .
وقد وصف العلآمة ابن خلدون هذآ المسجد بأنه أشرف مــــزآر في بـــقـــآع الأرض لـــمــآ توفـــر فيه مـــن عدد الشـــهدآء والصحـــآبة والتـــآبعين، والملآحظ أنه لا توجد نصـــوص تـــآريخية تؤرخ لـــتأسيس المســـجد وتفــيد بتـــآريخ دقيق لبـــنآئه، بيــــد أن الأرجح - حسب البآحثين - أن يكــــون أتبآع عقبة بن نآفع الذين أُســـروا أثنآء المعركة، وفدآهم حأكم قفصة بتونس، وبعثهم إلى القآئد زهير بن قيس هم والمسلمين الذين كأنوا يقيمون في شمآل إفريقيآ من شيدوآ مسجدآ حول ضريحه في الفترة الفآصلة من القضآء على الكآهنة سنة 701م وتأسيس دولة الأغآلبة سنة 800م .
صور لمسجد عقبة بن نافع

تعتبر مئذنة المسجد من بين أقدم المآذن في شمآل إفريقيآ، ورغم ذلك حآفظت على تمآسكهآ وصلآبتهآ ، تقع في الركن الشمآلي لبيت الصلآة، وهي تنتمي إلى نمط المآذن الهرمية ذآت القآعدة المربعة، ويبلغ ارتفآعها حوآلي 16 مترآ، ويبلغ طول ضلع القآعدة 5 أمتآر ليترآجع إلـــى 3.50 متر عند القبة ...  تتكون المئذنة من طآبق وآحد ارتفآعه 14 مترآ ، ويتخلله شرفآت، ويعلوه جوسق أسطوآني ارتفآعه 2 متر، يعلوهآ جمور نحآسي، وجآءت شبيهة بمئذنة جآمع قلعة بني حمآد التي تتكون هي الأخرى من طآبق وآحد ...
تحتوي وآجهآت المئذنة من بيت الصلآة بوآسطة مدخل في الجهة الشرقية وعرضه 0.90 متر، وارتفآعه 1.80 متر .


كآن موجودآ بالمدخل الثآلث لبيت الصلآة بآب تذكآري، حُوّل إلى الزآوية الغربية لبيت الصلآة ويرجع الدكتور رشيد بوروبة والبآحث جورج مآرسي هذه التحفة إلى النصف الأول من القرن الــ 05 هـ ، الـــــــــــــــ 11 م، حيث يعود إلى الفترة الزيرية لمآ أهدآه المعز بن بآديس الزيري إلى المسجد .
 ومنها الأثار والتاريخ الفرنسي
وقف سكان هذه المدينة ضد الاحتلال الفرنسي في عديد المناسبات: مساندة الحاج أحمد باي لما لجأ إلى جبل أحمر خدو بجنوب الأوراس (1845 ـ 1848)، ثورة الزعاطشة (1849)، ثورة سي الصادق أوالحاج (1858)، ثورة اللحالحة (1879) .. وهي مسقط رأس العقيد عبد الرزاق حمودة "سي الحواس"، أول قائد للولاية السادسة (الصحراء) ورفيق العقيد عميروش في الاستشهاد بجبل ثامر (بوسعادة). منزل سي الحواس بالبلدية حوّل إلى متحف خاص بالشهيد. الجنرال ديغول زار المدينة سنة 1957 في إطار الترويج لسياسته الاستعمارية. مقاومة سكان المدينة للاحتلال الفرنسي خلّدها الرسام الفرنسي رافيه؛ حيث رسم لوحة تشكيلية لمعركة مشونش التي وقعت بتاريخ: 15 مارس 1844، و"..يظهر فيها النقيب "اسبيناس" مصابا بطلقتين ناريتين، والسكان يواصلون المعركة بالوسائل المتوفرة البسيطة (الحجارة والعصي).."، وقد ذكر ذلك المؤرخ الجزائري عبد الحميد زوزو في كتابه: ثورة الأوراس 1879، الصادر بالجزائر سنة 1986 عن المؤسسة الوطنية للكتاب. مشونش جنة أو جنات خلابة وهي واحة دائمة الاخضرار خاصة بنخيلها ومشمشها، وتدل المنازل المبنية بالطراز المعماري البربري ـ خاصة القلاع ـ على قدم وجود الإنسان بهذا المكان. أمجاد وجمال مشونش ألهم أبناءها على قول الشعر بالنسبة للبعض (الهادي بوراس، بلقاسم عبوبه، يحي عيدي، جيماوي فيصل..)
منطقة غوفي الخلابة و مشونش مهد الشهيد سي الحواس


 

كفاح دائرة مشونش او كما تعرف همسونين 


 وقف سكان هذه المدينة ضد الاحتلال الفرنسي في عديد المناسبات: مساندة الحاج أحمد باي لما لجأ إلى جبل أحمر خدو بجنوب الأوراس (1845 ـ 1848)، ثورة الزعاطشة (1849)، ثورة سي الصادق أوالحاج (1858)، ثورة اللحالحة (1879) .. وهي مسقط رأس العقيد عبد الرزاق حمودة "سي الحواس"، أول قائد للولاية السادسة (الصحراء) ورفيق العقيد عميروش في الاستشهاد بجبل ثامر (بوسعادة). منزل سي الحواس بالبلدية حوّل إلى متحف خاص بالشهيد. الجنرال ديغول زار المدينة سنة 1957 في إطار الترويج لسياسته الاستعمارية. مقاومة سكان المدينة للاحتلال الفرنسي خلّدها الرسام الفرنسي رافيه؛ حيث رسم لوحة تشكيلية لمعركة مشونش التي وقعت بتاريخ: 15 مارس 1844، و"..يظهر فيها النقيب "اسبيناس" مصابا بطلقتين ناريتين، والسكان يواصلون المعركة بالوسائل المتوفرة البسيطة (الحجارة والعصي).."، وقد ذكر ذلك المؤرخ الجزائري عبد الحميد زوزو في كتابه: ثورة الأوراس 1879، الصادر بالجزائر سنة 1986 عن المؤسسة الوطنية للكتاب. مشونش جنة أو جنات خلابة وهي واحة دائمة الاخضرار خاصة بنخيلها ومشمشها، وتدل المنازل المبنية بالطراز المعماري البربري ـ خاصة القلاع ـ على قدم وجود الإنسان بهذا المكان. أمجاد وجمال مشونش ألهم أبناءها على قول الشعر بالنسبة للبعض (الهادي بوراس، بلقاسم عبوبه، يحي عيدي، جيماوي فيصل..)، وإلى تحويل هذه الأشعار إلى أغان عذبة بالنسبة للبعض الأخر (نجاحي، ميموني، عميروش، ميهوب). الكثير من مطربي المدينة هاجروا إلى فرنسا باستثناء ميهوب، الذي يعد قمة من قمم الأغنية الشاوية الشامخة ولا يقل أهمية عن قمة شيليا أو الشلعلع أو بوعريف أو زلاطو... ميهوب، أستاذ الموسيقى بإحدى متوسطات المدينة يرفض الرحيل ولا يتصور نفسه في مكان آخر غير بلدته التي صنع ريشة قيتارته من جريد نخيلها، وأبدع أجمل الأغاني. وقف المطرب الملتزم ميهوب ضد محو اللسان وقتل الوعي، وحاول استنهاض همم الأمة؛ أمة أتعبتها قوى التغريب والتشريق، التطرف واللاّ عدالة. خاطب ضمائر أرهقتها الليالي المظلمة، ورفض منطق القطيع مفضلا التفكير خارج السرب. كما حاول إعادة بناء زربية الجزائر من خلال أغنية آزطا (النسيج)، وتمسك ببرنوس جده في أغنية "بابا يدجايد أعلاو "أبي ترك لي برنوسا". مشونش غنى عنها ابنها المهاجر إلى فرنسا المطرب عميروش ووصفها بمنبت الأحرار، كما غنى عنها أيضا المطرب والملحن نواري نزار، وبها تم تصوير عدة أفلام سينمائية كان آخرها فيلم "مسخرة" للمخرج الشاب: إلياس سالم. ولشباب المدينة تجربة في فيديو الهواة من خلال فيلم "فولياز" أي المشعوذ، وأفلام أخرى أبدع فيها هؤلاء الشباب؛ نذكر منهم الفنان التشكيلي المتعدد المواهب برزاق. في بانيان (إحدى قرى مشونش) كانت توجد قلعة مشكّلة من ثلاثة طوابق شيّدت على صخر مشرف على الوادي، تعرضت للحرق سنة 1957، وبالقرب من موقع القلعة لا تزال بقايا ساقية منقوشة في الصخر. تربة مشونش طيّبة تنتج أشهى أنواع التمور والفواكه كما تصلح لصناعة الفخار، إذ توجد وحدة خاصة بصناعة الفخار بالمدينة. تساقط الأمطار بغزارة في فصلي الخريف والربيع فرصة لأطفال المدينة للعب في الوادي بعد هدوء وصفاء مياهه، وهي أيضا مناسبة لرؤية قوس قزح على قمم الجبال وهو أشبه بالشاش الذي تضعه المرأة الأوراسية على رأسها، مع العلم أن بعض ألوان الملحفة الشاوية مستلهمة من ألوان قوس قزح.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لـ بوابة الجزائر ©