قالت : لا زال يتصل بي من حين إلى حين ، أو يرسل إلي رسائل في الجوال ، مع العلم أنه هو أيضاً قد صلح حاله وتبدلت أوضاعه
فقلت : ما الهدف إذاً من الاتصال والإرسال ، هذا باب من أبواب الشيطان ولابد أن يغلق ، فإن الله عز وجل قال " لا تتبعوا خطوات الشيطان " ، إن كان صادقاً ويريد تصحيح ما كان فليطرق الباب من بابه
قالت : إنه يستمع لأشرطتك ويتبع أخبارك
قلت : أعطيني رقم هاتفه وسوف أتصل عليه
اتصلت عليه وعرفته بحالي ففرح واستبشر
قلت : اتصلت علي فتاة يهمها أمرك وتريد لك الخير
لقد قالت إنك كنت أنت وإياها على علاقة محرمة وقد من الله عليكما بالهداية فاحمد الله على ذلك ،
ثم قلت : لكن بقي أمر
قال : وما هو
قلت : أمر الرسائل والإتصال ، إن كنت صادقاً تريد أن تصحح ما مضى فاطرق البيت من بابه
كما قال الله " فأتوا البيوت من أبوابها "
وإلا فاقطع ذلك وأغلق باب الشيطان فوعدني خيراً
دارت الأيام ومضت الليالي ثم اتصلت علي الفتاة مرة أخرى
فسألتها عن أخبارها وحالها
فقالت لي : على أحسن حال
ثم سألتها عن فلان فقالت لي : لقد انقطعت الرسائل بيني وبينه وانقطع الاتصال لكن ...
ثم سكتت وطال سكوتها
فقلت : ما بك ؟
قالت : هناك أمر لابد أن تعرفه ، فكيف أستحي منك ولم أستحي من الله
فقلت : وما هو ؟
قالت : إني متزوجة ، لم أقل لك إني متزوجة ، وعندي ثلاثة أطفال
فصعقت أنا وتلعثمت ولم أستطع الكلام ، صاح في داخلي صائح ونادى منادي يا الله !
ألهذه الدرجة وصل بنا الضياع والإنحلال ، حبست دموعي أساً على واقع المسلمين
قالت باكية : لم لا تتكلم ؟ أعلم أن جرمي عظيم ولكني تائبة والله يحب التوابين ووالله إني نادمة ومنطرحة بباب رب العالمين
تمالكت نفسي وقلت : والأطفال ، أطفال من ؟
فقالت : أقسم بالله العظيم إنهم أبناء أبيهم وأنا متأكدة من ذلك
فقلت : هل عرفت الآن لماذا كان الزنا من أشنع الجرائم وأقبحها
به تنتهك الأعراض وتختلط الأحساب والأنساب
لذلك قال الله " ولا تقربوا الزنا ، إنه كان فاحشة وساء سبيلا "
بل رتب عليه أبشع العقوبات الرجم حتى الموت ، وبدأ بالزانية قبل الزاني
فقال " والزانية والزاني " فبدأ بها لأنها لو لم تمكنه من نفسها لما حدثت تلك الجريمة
فبكت حتى قطعت قلبي من بكائها ، تقول : أشعر كلما رأيت زوجي أنني مجرمة وأني حقيرة ودائماً أردد على مسامعه سامحني واعف عني وهو لا يدري لماذا أقول له هذا بل فكرت مرات ومرات أنني أصارحه ،
فقلت : استري على نفسك ، فمن سترت على نفسها ستر الله عليها ، ولكن اصدقي مع الله في التوبة ، وزاد بكائها
يقول الشيخ : شعرت حينها أنها صادقة في توبتها أحسبها والله حسيبها وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق