كان الحج قديما من الصعوبة بمكان، فكان الحجاج يقطعون البوادي والصحاري والقفار، ضاربين أكباد الإبل أياما وليالي، وربما شهورا كاملة، ليصلوا إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.فقديما كان من يذهب إلى الحج يودع أهله وداع من لا أمل له بالعودة، وذلك لعدة أساب، منها بعد المسافة، وخطورة الطريق، والأمراض الفتاكة، وكان الحاج يتجهز للحج قبل ثلاثة أعوام، فيبدأ في جمع المال واختيار الرفقة، وتجهيز المركب أو الراحلة والزاد.
وكان يذهب قبل الحج بشهر أو شهرين حتى يتمكن من الوصول في الوقت المحدد، وكانت وسائل المواصلات قليلة جدا والطرق وعرة غير معبدة، وكان الحاج إذا عاد سالماً إلى أهله، احتفوا به وذبحوا الذبائح ليس لأنه حج فقط، بل لأنه حج وعاد سالما لم يتعرض لأذى.