بعد ثلاث سنوات من إعلان وزارة التجارة الحرب على الأسواق الفوضوية، بحيث شرعت مصالح الأمن في مطاردة
الباعة الفوضويين، أعلن وزير التجارة عمارة بن يونس الهدنة مع الأسواق الفوضوية، مؤكدا "لن نعلن حربا على التجارة
الموازية، وإنما سنعمل تدريجيا على إدخالها في التجارة الرسمية للدولة الجزائرية .."، تصريح الوزير أثار استياء
كبيرا لدى جمعيات حماية المستهلكين واتحاد التجار وسط العودة القوية للأسواق الفوضوية في رمضان..
انتقد الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين،الطاهر بلنوار، بشدة تصريحات وزير التجارة عمارة بنيونس،
الذي قرر الترخيص أخيرا لنشاط الأسواق الموازية،عن طريق إحصاء التجار وتقنينهم، وهذا ما يدل بحسبالمتحدث
على فشل الوزارة في القضاء على هذهالأسواق، وهو دليل على تغلب بارونات النشاط الموازيعلى الحكومة.
وأضاف بلنوار أن الوزير أخطأ في إعلانه عن القرار الذيسيشجع على انتشار التجارة الموازية، خاصة في شهررمضان،
أين تشهد جميع ولايات الوطن عودة قوية للأسواق السوداء التي تعتبر أكبر مكان لتسويق الموادالفاسدة والمغشوشة..
ومن جهته، أكد رئيس جمعية حماية المستهلكين مصطفى زبدي، "نحن اقتنعنا أن المبادرة التي قامت بهاالوزارة
منذ ثلاث سنوات في القضاء على الأسواق الفوضوية دون بدائل هي عملية فاشلة، لأن السوق لا يقبلالفراغ،
حيث أثبتت التجربة أن الأسواق السوداء للخضر والفواكه هي خير مكان حاليا لضبط الأسعار وتسويقالمنتوجات،
نحن طالبنا منذ زمن بتقنين هذه الأسواق بدل محاربتها حيث جاء قرار الوزير متأخرا..".
يباع فيها كل شيء بعيدا عن أعين الرقابة
الأسواق الفوضوية تكتسح ولايات الغرب في رمضان
عادت الأسواق الفوضوية وبقوة خلال رمضان بولايات غرب البلاد، حيث أصبحت يوميات الصائمين تتلون بمشاهدم
طاردة رجال الشرطة للباعة الفوضويين وسط توسلات لهؤلاء باسترجاع بضاعتهم المحجوزة من طرف الشرطة،
والتعهّد بعدم معاودة البيع الفوضوي مجدّدا.
في تيسمسيلت، أنشأ الباعة الفوضويون سوقا لهم، على طول شارع أول نوفمبر لبيع سلعهم، بعد أن وجد
رجال الشرطة، في هؤلاء أنهم يعيقون حركة الراجلين وحرمانهم من السير على الأرصفة ويتسبّبون في مرات
كثيرات في إحداث اختناقات مرورية لدى أصحاب السيارات، المشهد ذاته يتكرّر في مدينة سيدي بلعباس، التي
طالب فيها الباعة الفوضويون برخصة تسمح لهم باستغلال محيط مجسم القبة السماوية لمزاولة تجارتهم
الموازية خلال شهر رمضان، لكن السلطات المحلية لم تجد من طريقة تتفاوض بها معهم، إلا أن تعرض عليهم
منحهم قفة رمضان مقابل إخلائهم للمكان، وهو العرض الذي رفضه الباعة بعدما اعتبروه استفزازا لهم.
أما في وهران، تسبب سوق فوضوي بحاسي بونيف، أقيم على جنبات الطريق، في اختناق مروري، بفعل
المركبات التي تصطف بالمكان كي يقتني أصحابها ما يلزمهم من خضر وفواكه. وفي أدرار التي تشهد فيها
الحرارة مستويات قياسية لم يمنع ذلك الباعة الفوضويين من إنشاء سوق موازٍ يبيعون فيه سلعهم.
الكل بات يبيع في شوارع قسنطينة
الأسواق الفوضوية ديكور عاصمة الثقافة العربية
إذا نزلت ضيفا عند قريب أو صديق، وسألته عن المكان الذي اشترى منه أغلب مكونات فطوره أو سحوره، سيدلك
على سوق فوضوي أو طاولة على قارعة الطريق الاجتنابي أو حتى السيّار. الكل صار يبيع في رمضان الحالي،
أطفال حصلوا على السيزيام يرافقون إخوتهم الكبار في بيع الخضر والفواكه، وطلبة ثانوية ينتظرون نتيجة
شهادة البكالوريا، اختصوا في بيع أكياس الشاربات، ونساء ينتظرن شاحنات الخضر، والكل مبتهج بهذا الوضع
غير الطبيعي، بين سلطة عاجزة عن كبحه أو كبح جشع التجار النظاميين، ومواطن لم يعد يهمه سوى الثمن
الرخيص للبضاعة، حتى ولو كان متأكدا من أن الخطر يحوم حول صحته وصحة أبنائه..
ففي قسنطينة مثلا، التي تحتضن حاليا تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، قيل في الشتاء الماضي إن التجارة
الفوضوية مسيئة إلى صورة الجزائر، ويجب القضاء عليها، ولكنها ازدهرت بشكل لم يسبق له مثيل في رمضان
الحالي، وهي تشوّه صورة مدينة، تحولت إلى سوق شعبي يباع فيه كل شيء، غير بعيد عن فندقي إيبيسو
نوفتال والحسين إلا ببضعة أمتار.
أما على قارعة الطرق الوطنية والبلدية فنبتت أسواق جديدة، يباع فيها حتى ألبسة العيد وألعاب الأطفال، إلى
درجة أن أحد الموالين القادمين من الصحراء، أحضر معه ناقة ويبيع اللبن على مشارف الطريق الرابط بين عين
السمارة والمدينة الجديدة علي منجلي، والمدهش أنه في الطريق الوطني رقم 3 الرابط قسنطينة بالولاياتالساحلية أمام
كل طاولة طاولة تبيع الدجاج والموز والفرولة والكرز وكل ما خطر ببال إنسان، أمام صمت رهيب
للمسؤولين من باب ربح السلم الاجتماعي سرا وخسارة احترام الناس للدولة جهرا.
الأسواق الفوضوية في ورڤلة تنغص حياة الأهالي
تشهد عاصمة الواحات ورڤلة في السنوات الأخيرة، أسواقا فوضوية في مختلف أحياء المدينة وبلدياتهاالمجاورة،
حيث رسمت ديكورا مألوفا و محجّا لمختلف الزبائن بالرغم من انعدام أدنى شروط النظافة بهاتهالأسواق،
غير أن المواطن لا يبالي بذلك وتبقى ذات الأسواق المفضلة له، ما شجع الباعة الفوضويين علىالانتشار والتنامي كالطفيليات.
أضحت الشوارع الرئيسية في ورڤلة مقصدا مهمّا للباعة الفوضويين، خاصة في الشهر الفضيل، أين تعرض ذات
الشريحة سلعها على الأرصفة بأسعار تبدو معقولة عن أسعار المحلات، ما جعلها مقصودة ومفضلة لدى الزبائن،
وهو الأمر نغص حياة التجار النظامين لـ "سوق الحجر" وسط المدينة، من خلال تحريرهم شكاوي إلى الجهات
الرسمية تحصلت "الشروق" على نسخ منها، ضد هؤلاء الباعة الفوضويين، حيث أكد أحد التجار النظامين أنهم
تكبدوا خسائر جمة بسبب هؤلاء الباعة الفوضويين المعفيْن من شتى الضرائب عكس وضعيتهم التي تلزمهم
دفع الضرائب ومستحقات صندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء كل سنة فضلا عن إيجار المحل.
فيما يبقى وجود الأسواق الفوضوية وسط المدينة مشوها للمنظر، مع ما يسفر عنه يوميا من شجارات عادة
ماتنتهي باعتداءات بالأسلحة البيضاء.
ولاية الجزائر فشلت في القضاء عليها
الأسواق الفوضوية تبسط سيطرتها على الأحياء الجديدة
عرفت العديد من الأحياء السكنية الجديدة انزالا غير مسبوق للتجار الفوضويين الذين نقلوا تجارتهم من الأحياء
التي كانوا يقطنون بها إلي الأحياء الجديدة التي رحلوا إليها، فيما عادت الأسواق الفوضوية بقوة إلى النشاطمن المناطق
التي تم تطهيرها سابقا.
عاد التجار الفوضويون بالعاصمة ليحتلوا أرصفة والطرقات والشوارع عارضين سلعهم بطريقة عادية، حيث تحدي
التجار الفوضويين التعليمة وزارة الداخلية التي تقضي بتنحية الأسواق الفوضوية بشكل نهائي عرض الحائطوالتي
صدرت سنة2012 وكانت السلطات المعنية قد باشرت تطبيقه من قبل ولكنها لم تدم طويلا.
وتحولت مختلف الأحياء الجديدة إلي أسواق فوضوية بعدما نقل التجار الذين كانوا ينشطون على مستوى مختلف الأحياء
الى تغيير وجهتهم إلي أحيائهم الجديدة، حيث تشهد معظم الإحياء الجديدة بالعاصمة علىغرار أولاد الشبل ببئر
توتة وأولاد منديل بالدويرة والخرايسية، بالإضافة إلي حي الشعيبية أين تم الاستيلاء علىالأرصفة التي تحولت الي سوق فوضوي
الشروق زرات بعض الأحياء الجديدة التي استقبلت مرحلين جددا من مختلف المقاطعات السكنية الجديدة حيث
اغتنم التجار فرصة الشهر الكريم لعرض سلعهم، في حين ندد السكان ممن التقت بهم الشروق بالإهمالوالتسيب
الخطير، مضيفين أنهم بحاجة إلى أسواق جوارية مردفين أن "السوبيرات" المتواجدة في الأحياءالجديدة
لا تلبي حاجياتهم، وهذا الأمر حتم على شباب الأحياء الجديدة إلى عرض سلعهم في الطريق الذي
يباع فيه كل شي من الخبز الى الأواني وحتى الألبسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق