-->

الأحد، 29 مارس 2015

من لم يتزوج جزائرية مات أعزب



يردد الناس مقولة شعبية مشهورة في بلاد المغرب وشمال افريقيا "من لم يتزوج شامية مات أعزب "لكن الصحيح وما يردده سكان المشرق خاصة هو من لم يتزوج جزائرية مات أعزب، مثل هذه المقولة قد تكون تعبيرا أو كناية عن سر الجمال الساحر الباطن والظاهر الذي تحظى به المرأة الجزائرية والذي تفوق على غيره من جمال المشرط والبوتوكس الذي عم في بلدان المشرق العربي.


لقد دون المؤرخون في كتبهم ودراساتهم الاجتماعية جمال الجزائريات وتحاكى به الشعراء والأدباء من مختلف بلاد العالم بما فيها الأوروبيون ومن دول أمريكا الوسطى، جمال يمتزج بين روعة  الملامح

والذكاء وقوة الشخصية والنسب والعفة وهو ما لا يختلف فيه حتى الجزائريون، ولا شك أن الحديث خلال السنوات الأخيرة عن كثرة طلبات الزواج للأجانب والعرب بجزائريات أثار ضجة كبيرة.. البعض وصفه بزواج المصالح أو البحث عن المال والجاه والسكن والأرصدة المالية، ومن أجل ذلك بدأت الحكومة الجزائرية من خلال خارجيتها وداخليتها تتحرك لإنقاذ "النسل" الجزائري من الاختلاط على الرغم من أن القانون المدني لا يمنع في كل حال من الأحوال الارتباط بالأجانب سواء جزائريات أو جزائريين، لكن ما قصة هذا الإعجاب الكبير بالمرأة الجزائرية وهل قصص الحب والزواج ظاهرة جاءت مع العولمة نتيجة تفتح السوق على الشركات متعددة الجنسيات وقدوم عدد كبير من الأجانب للعمل على الأراضي الجزائرية أم هي قصص بدأت منذ عقود من الزمن سطع فيها جمال المرأة الجزائرية الذي امتزج بين ملامح العرب والأمازيغ والأتراك والأوروبيين والإفريقيين، مما نتج عنه جمال غير طبيعي يشبه الفسيفساء ويغطي كل الأذواق، كما أن الثقافة الغربية والعربية والمزيج بينهما أعطى للمرأة الجزائرية قدرا من الشخصية والتواجد وقدرة على العيش في مختلف المجتمعات .
ولا شك أن قصة عشق رئيس الغابون الحاج عمر بانجو  للجزائرية "اسيا" عندما كان طالبا في الجزائر من أبرز قصص الحب التي لم تنته بالزواج لاختلاف التقاليد والعادات، لكنها انتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية بين دولة الجزائر والغابون لعدم تمكن الرئيس من الظفر بحب حياته رغم تدخل رئيس الجمهورية آنذاك هواري بومدين لإقناع عائلة الفتاة بمباركة الزواج الذي كان مرفوضا جملة وتفصيلا من طرفها.
في 7سبتمبر أبرقت وكالة الأنباء الفرنسية خبر زواج علي بن الحسين شقيق ملك الأردن عبد الله على الصحافية ريم الإبراهيمي ابنة الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الأسبق والمبعوث الخاص لامين عام الأمم المتحدة سابقا الحاملة للجنسية المصرية من مواليد القاهرة سنة 1969 إلا أنها جزائرية الأصل والنسب والدم وهي لا تقل شأنا عن الفلسطينية الأصل ملكة الأردن رانيا العبد الله، بل حسب سيرتها الذاتية فإنها تفوقها ثقافة ومستوى كونها شغلت الكثير من المناصب الهامة ومتحصلة على شهادات من أكبر الجامعات والمعاهد العالمية وتجيد أربع لغات على الأقل.
في نفس السنة تقريبا تم عقد قران عدد من رجال  البعثة الدبلوماسية الأردنية بالجزائر على نساء جزائريات من بينهن فتاة من الجنوب عملت بإحدى المخابر الأردنية بالجزائر وتم فتح المجال بعدها إلى البعثات العربية الأخرى للزواج بالجزائريات نظرا لجمالهن وحسنهن وأخلاقهن، حيث كشفت السفارة السعودية في الجزائر عن عشرات الزيجات سنويا  لرجال سعوديين عقدوا قرانهم على نساء جزائريات، حيث بلغ عدد حالات

مائة حالة زواج سنويا بعد موافقة رسمية من الجهات المختصة بالمملكة السعودية

وكان السفير السعودي السابق الدكتور سامي بن عبد الله الصالح صرح لجهات إعلامية سعودية أن السفارة تتلقى سنويا وتنفذ بين 70 و80 عقد قران في السنة بين سعوديين وجزائريات بما فيها سعوديون  متزوجون في السعودية وتشترط عليهم السفارة موافقة الزوجة الأولى.
ولا يختلف اثنان بشأن سحر المرأة الجزائرية منذ التاريخ، حيث سحرت جميلة الجزائر بوحيرد جاك فرجاس المحامي الفرنسي الشهير الذي وقع في حبها وتزوجها، وهي امرأة خطفت قلوب وعقول كبار الكتاب والأدباء الذي كتبوا فيها أفلاما وروايات في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث وصفها الكاتب العراقي بدر شاكر السياب  بـ"نفحة من عالم الالهة".
وسحرت الفنانة وردة الجزائرية الملحن الشهير بليغ حمدي الذي أحبها كثيرا وتزوجها واستلهم من جمالها وسحرها أغلب ألحانه الخالدة في تاريخ الموسيقى العربية والأديبة الكبيرة أحلام مستغانمي التي تزوجت بالصحفي والكاتب اللبناني الشهير جورج الراسي وهي من كتبت كثيرا عن جمال وأنوثة المرأة الجزائرية.
وقد منح الأدباء والباحثون والمؤرخون الذين زاروا الجزائر أعلى علامات الحسن والجمال ووصفوا جمالها بـ"القارة" نظرا لتنوع الجمال، حيث وصف ابن خلدون في كتابه "العبر" وابن القنفذ في كتابه "الفارسة" ومولاي بلحميسي في كتابه "غارة شارل دوغول" المرأة الجزائرية بالجميلة جدا.

حتى الأوروبيون مثل غوسنس وباتيي في كتاب "قسنطينة" ودي بريج في كتاب "لاغروت دي بيجيون" امتدحوا سحر الجمال الطبيعي للمرأة في شمال افريقيا الذي يشع حياة وحيوية على خلاف الجمال الباهت للأوروبيات، حتى الجزائريون المغتربون الذين فرضت عليهم ظروف العمل الاقتران بأجنبيات يتمنون الزواج بجزائرية.

عبد الحليم حافظ، محمد عبده، القرضاوي وعبد الله بصفر وعشق الجزائريات
لم يتردد الشيخ يوسف القرضاوي رغم أنه كان متزوجا وكبيرا في السن أن يمني نفسه بزوجة جزائرية خطفت قلبه وعقله وهي الشابة أسماء بن قادة التي لم تكن تتجاوز العشرين من العمر عندما بهرت القرضاوي بثقافتها وعلمها وكثرة اطلاعها على الفكر الإسلامي، وتزوجها رغم كل الصعوبات، وقال في مذكراته أن حبه لأسماء ألهب حبه للجزائر.

أما الشيخ محمد عبده فقد مات ولم يتزوج من امرأة جزائرية جلبت انتباهه خلال زيارته للجزائر قبل أكثر من قرن، كما أن الروايات تقول أن جمال الدين الأفغاني الذي مات أعزبا كان على وشك الارتباط الغليظ بالزواج من جزائرية مقيمة بباريس.
ومن بين الزيجات التي عظمت مكانة المرأة الجزائرية وعفتها إقبال الشيخ عبد الله بصفر السعودي الجنسية على الارتباط بإحدى حافظات القران الكريم تسمى فاطمة ثعالبي تنحدر من منطقة عين قشرة بولاية سكيكدة.

المغتربون يعودون للزواج بجزائريات


يرتبط أغلب الجزائريون المغتربون بجزائريات بعد تجاربهم الفاشلة في الزواج من أجنبيات، مفضلين العادات والتقاليد والأخلاق والدين والعفة، فنجد أن الكثير منهم يكلفون عائلاتهم بترتيب زيجات تقليدية تختار فيها العائلة زوجة مناسبة لابنهم المغترب يكتمل فيها الحسن والجمال والعلم والمستوى الثقافي، حتى نجوم كرة القدم المحترفون في نوادي أوروبية ويقيمون خارج الوطن يرتبطون بجزائريات، وامتد سحر وجمال المرأة الجزائرية ليفتن حتى نجوم كرة القدم في الفرق العالمية واعتنقوا الإسلام لأجلهن أمثال ربيري نجم بايرن ميونيخ ولاعب برشلونة إريك ابيدال المتزوجان من جزائريتان من أصول تلمسانية.

كما تشهد مكاتب الاستشارات القانونية في بلدان عربية مثل مصر طلبات توثيق عقود زواج لعرب وأجانب من جزائريات بصفة كبيرة، فهن مفضلات أكثر من غيرهن في الزواج من رجال يحملون جنسيات من مختلف دول العالم.

ظاهرة زواج الأجانب تتفشى بالجزائر

 وتعرف الجزائر خلال السنوات الماضية تفشي ظاهرة زواج الأجانب على أراضيها من الجنسيات الأوروبية والأمريكية وحتى الصينية والهندية بنساء جزائريات، على الرغم مما يقال حول هذا الزواج المختلط والتحفظات بشأنه بسبب المعتقدات والعادات والديانات، وتشترط الجزائر وثيقة اعتناق الإسلام كشرط أساسي في إكمال المراسيم القانونية لزواج جزائريات من أجانب وقد اعتنق المئات منهم الدين الإسلامي من أجل الارتباط بزوجة جزائرية، في حين يرى الكثير من رافضي هذا النوع من الزواج أن اعتناق الإسلام يكون في بعض الأحيان إجراء صوريا فقط وغير حقيقي وينتهي بمجرد عودة الأجانب إلى بلدانهم تاركين خلفهم زوجات معلقات.


من جواهر الشروق

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لـ بوابة الجزائر ©