النوبة القلبية ليست معقل الرجال فقط، فالنساء أيضا من الممكن أن يصبن بالنوبة القلبية إلا أن أعراض الجلطة لدى النساء مختلفة جداً عن تلك التي يعاني منها الرجال.
ما هي النوبة القلبية النسائية، كيف من الممكن تمييزها حتى ننطلق إلى المشفى في الوقت المناسب وما هي نسبة النجاة؟
تختلف أعراض النوبات القلبية التي تصيب النساء عن تلك التي تصيب الرجال: 50 % منهن لا يشعرن بالآلام في الصدر، أو بضيق في التنفس، الأمر النموذجي جدا لدى الرجال. عوضا عن ذلك فقد يشعرن بمشاعر مختلفة غير مرتبطة إطلاقا بالنوبة القلبية، على سبيل المثال: الإعياء الشديد، السعال المستمر، الدوخة، التعرق المفرط، العرق البارد، الهلع، الحرقة، الغثيان غير المبرر، نبضات قلب قوية أو متسارعة، أوجاع في القسم العلوي من البطن، الفك، الحلق أو في أعلى الظهر، بالإضافة إلى عدم الشعور بالراحة أو أحاسيس غريبة مثل: الضغط القوي، الم حاد والشعور بالحرق (الاهتياج) في الرقبة، الأكتاف، اليدين أو في أعلى الظهر.
تشير الدراسات إلى أن 77 % من العامة لم يسمعوا قط عن "النوبة القلبية النسائية" وأن النساء يصلن متأخرات أكثر إلى غرفة الطوارئ، لماذا؟ لأنهن لا يعرفن أعراض النوبة القلبية النسائية ولا يخطر في بالهن أنهن يعانين من أعراض الجلطة أو من مشكلة في القلب.
ظاهريا، ينبغي ألا يكون هناك اختلاف بين النساء والرجال في كل ما يتعلق بالنوبة القلبية: القلب هو القلب، من المعروف أن قلب أنثى متبرعة يمكن زرعه للرجل بشكل روتيني والعكس صحيح.
كذلك عوامل الخطر مثل ارتفاع مستوى الكولسترول، ضغط الدم، السكري، التاريخ العائلي، السمنة المفرطة، عدم ممارسة النشاط البدني وما شابه، جميعها تهدد قلوب النساء والرجال على حد سواء.
إذا لماذا بالرغم من ذلك هنالك اختلاف؟
على ما يبدو فإن التفسير يعود إلى سن اليأس وإلى تأثير انخفاض مستوى الهرمون النسائي الأستروجين المعروف بفعاليته لحماية القلب والشرايين.
في نهاية الدورة الشهرية ، يتم تسريع "عملية التصلب" وتراكم الدهنيات في الأوعية الدموية (الشرايين التاجية) ، التي توصل الدم إلى القلب، تضيّق هذه الشرايين يتسبب في احتساء العضلة.
النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50-55 ترتفع مستويات الكولسترول السيئ ومعه يزداد خطر إصابة القلب، بالإضافة إلى ذلك اتضح في السنوات الأخيرة أن للكولسترول الجيد دورا رئيسيا في ضبط مستوى الدهون لدى النساء.
عامل خطر إضافي يؤثر بشكل أكبر على النساء هو ارتفاع ضغط الدم: إحدى الدراسات التي بحثت تأثير عوامل الخطر للإصابة بالنوبة القلبية وأعراض الجلطة على النساء والرجال وجدت أن 75 % من النساء اللواتي عانين من نوبة قلبية حادة، عانين من ارتفاع ضغط الدم مقابل 55 % من الرجال، بالإضافة إلى ذلك، لدى النساء اللواتي يعانين من السكري خطر الإصابة بالاحتشاء أكبر بـ 2.7 ضعف، بالمقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من السكري " لدى الرجال النسبة هي 2.3 ضعف".
النوبة القلبية النسائية
75 بالمائة من النساء اللاتي عانين من نوبة قلبية حادة، عانين ايضا من ارتفاع ضغط الدم مقابل 55 % من الرجال.
مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم ومستويات كولسترول غير متزنة تضاعف بشكل كبير خطر إصابة النساء بنوبة قلبية حادة مقارنة بالرجال. إذا كان متوسط سن الإصابة بالأزمات القلبية لدى الرجال هو 61، فلدى النساء السن المتوسط هو 71، وهو متأخر أكثر بعقد عن الرجال.
الرجال يصابون بالنوبة القلبية أكثر بثلاثة أضعاف من النساء حتى سن الـ 50 وأكثر بضعفين حتى سن الـ 65.
في سن الـ 66 تأخذ النساء زمام الأمور، ثلثا النساء (67.3 %) اللواتي يرقدن في المستشفيات بسبب احتشاء عضلة القلب هن فوق سن الـ 65.
لماذا من المهم جدا معرفة أعراض الجلطة والنوبة القلبية النسائية؟
كما اعتاد اختصاصيو القلب القول "الوقت هو عضلات" وكل دقيقة تأخير في الوصول إلى المستشفى وتلقي العلاج، تعني التسبب بمزيد من الضرر الذي لا رجعة عنه لعضلة القلب. العديد من المرضى النساء اللاتي عانين من النوبة القلبية أشرن إلى أنهن أحسسن بشعور غريب "إن أمرا سيئا سوف يحصل لهن". النساء أشرن إلى أن الهلع لم يكن "عاديا"، إنما شعور أكثر قوة، لم يستطعن فهمه آو تفسيره، إلا بعد أن تم تشخيصهن على أنهن مررن بنوبة قلبية.
إحدى الدراسات أشارت إلى أن 70 % من النساء اللاتي عانين من النوبة القلبية أعلن أنهن عانين من الإعياء المتطرف في الأيام أو الأسابيع التي سبقت النوبة. دراسة أخرى وجدت أن ثلثي النساء عانين من الأنفلونزا قبل أسبوعين حتى شهر من النوبة القلبية.
من المهم الاستماع إلى جسمك والتصرف بسرعة في حالة الاشتباه بأعراض الجلطة القلبية. ألم حاد مفاجئ في الصدر أو في الحجاب الحاجز، هي الأعراض الكلاسيكية التي يجب أن تنير الضوء الأحمر (للنساء والرجال على حد سواء) وتتطلب تحقيقا فوريا.
كذلك الشعور بعدم الراحة الذي يظهر في البداية في منطقة الصدر، فوق الحجاب الحاجز أو في منطقة البطن العليا.
النساء اللاتي يعانين من السكري، مع ارتفاع ضغط الدم أو مستويات دهنيات غير متزنة، يجب أن يكنّ مع يد على القلب، وأن يواظبن على زيارة طبيب العائلة، تناول الأدوية المطلوبة والحفاظ جيدا على صحتهن.
وجد الاستطلاع الذي أجرته جمعية اختصاصيي القلب أن الرجال يطلبون المساعدة بالمتوسط، خلال ساعة وخمسين دقيقة منذ لحظة ظهور الأعراض، بينما النساء يطلبن المساعدة خلال ساعتين وخمس دقائق من بداية أعراض الجلطة، كذلك في المشافي، الزمن الذي استغرقته النساء حتى الخضوع للقسطرة وتلقي العلاج كان أطول بعشر دقائق مقارنة مع متوسط الرجال.
منقولة من جزاهر الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق