لهؤلاء فقـط تمنـح تأشيـــرات المجاملة
كوطة الجزائريين سـترتفـع العام المقبــل
اعترف سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر محمود بن حسين القطان في حوار خص به "البلاد"، أن مؤسسة الإنجاز (مجموعة بن لادن للبناء) القائمة على عمليات توسيع الحرم الشريف تتحمل نوعا من "الإهمال الفني غير المقصود" بخصوص قضية سقوط الرافعة التي أودت بحياة 107 من حجاج بيت الله الحرام، من بينهم حاج جزائري. أكد السفير أن ذويه سيتحصلون على مليون ريال كتعويض معنوي على وفاة الوالد ونصف مليون ريال بسبب إصابة والدتهم المتواجدة بالبقاع المقدسة، وهو ما يعني أن قيمة المبلغ الذي سيصرف لهم يقترب من 4 ملايير سنتيم، فيما دافع السفير عن جودة العلاقات السعودية الجزائرية في الفترة الراهنة، في الوقت الذي تحاول فيه جهات عدة التشويش عليهما.
موسم الحج هذا العام يأخذ شكلا خاصا، ما هو تقييمكم لسير العملية هذا الموسم؟
الحج عملية متكررة، وبالتالي نباشر الترتيبات المتعلقة بالتقييم بعد انتهاء موسم الحج مباشرة ولا ننتظر دخول الموسم المقبل. وقمنا بالتواصل في هذا الصدد مع الجهات الجزائرية متمثلة في وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الشؤون الدينية، بالإضافة إلى الديوان الوطني للحج والعمرة مباشرة بعد الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الدينية محمد عيسى إلى المملكة السعودية، مما سمح ببحث كافة التفاصيل التي تحول دون ورود أي شيء يعرقل منح التأشيرات في الأوقات المتفق عليها التي تسمح للحجاج بالتوجه إلى الأراضي المقدسة في المواعيد المحددة لهم.
ما الذي حدث بالضبط يوم الـ11 من سبتمبر في الحرم المكي؟
قبل كل شيء، هذا قضاء الله وقدره. الجميع شاهد اللقطات التي نشرت حول حادثة سقوط الرافعة، حيث كانت هنالك أمطار غزيرة مصحوبة برياح عاتية أدت سرعتها إلى سقوط إحدى الرافعات سببت إصابات مختلفة نتج عنها وفاة 108 حجاج، بالإضافة إلى إصابات متعددة، وتم تدارك الحادث بسرعة من قبل السلطات السعودية بما مكن من ضمان سلامة الحجاج بعدم تكرر حادث مماثل هذه السنة أو السنوات القادمة من جهة واستمرار تدفق ضيوف الرحمن إلى الحرم المكي من جهة أخرى.
فضلا عن كون الحادث قضاء وقدر، كتب الكثير حول الموضوع وقيل إن هنالك شبهة جناية تتحمل مسؤوليتها مؤسسة المقاولات المكلفة بمشروع توسعة الحرم المكي، كيف ذلك؟
أريد أن أشير هنا إلى أن خادم الحرمين الشريفين قد أمر بإجراء تحقيق يمكّن من إجلاء الحقيقة ونشرها للجميع من منطلق الشفافية، وهذه التحقيقات أثبتت أن هنالك إهمال فني من شركة المقاولات لا يرتقي إلى حالة جنائية متعمدة أدى إلى عدم التزامها بمعايير السلامة المتعلقة بهذه المعدات في هذه الأماكن، فتمكنت سرعة الرياح من إسقاط الرافعة وحدوث ما حدث، لكن أكرر ليست هنالك شبهة جنائية متعمدة وبالإضافة إلى التحقيقات قمنا بإجراءات فنية لضمان سلامة المعدات في منطقة الحرم سواء بخصوص توسعة المطاف أو إنشاء بنايات جديدة.
وهل تشمل هذه الإجراءات باقي الرافعات؟
نعم، قمنا باحتياطات فنية بشأنها لا تتعلق بإزالتها إلا إذا اقتضى الأمر ذلك، وأؤكد لكم أن الاحتياطات الفنية التي قمنا بها تضمن عدم تكرر الحادث.
بالنسبة إلى التعويضات التي أُمر بصرفها لصالح ذوي الضحايا، هل تم الاعتماد على مقاييس معينة في تقديرها؟
هذه التعويضات أمر بها خادم الحرمين الشريفين بصرف مليون ريال سعودي لعائلات المتوفين في الحادثة، وكذلك مليون ريال للمصابين بإعاقات دائمة. كما قرر خادم الحرمين بمنح 500 ألف ريال لكل مصاب من المصابين في حادثة الرافعة. وبشأن سؤالك لم يتم اتخاذ معايير معينة وإنما هذه المنح صرفت بنية تخفيف المصاب.
نفهم من هذا أن عائلة الحاج الجزائري المتوفي تلقت تعويضها المادي؟
التعويضات أُقرت وسيتم قريبا اتخاذ إجراءات صرفها لمستحقيها. فيما يتعلق بالعائلة، تم استقبال أحد أبناء الحاج المتوفي وبعد أن طلب الالتحاق بوالدته بالبقاع المقدسة لمرافقتها عند استكمالها مناسك حجها تم التكفل بطلبه وتسهيل منحه التأشيرة وتذاكر السفر بعد أن منعته الظروف من إتمام إجراءات السفر. وأشير هنا إلى قرار خادم الحرمين القاضي بتسهيل منح تأشيرة الحج لفردين من ذوي الحجاج المتضررين السنة القادمة.
هل ستزيد كوطة الجزائريين الراغبين في أداء مناسك الحج العام المقبل مع تقدم أشغال توسعة الحرم؟
نعلم أن الحصة خفضت بـ20 بالمائة هذه السنة بسبب الأشغال القائمة في الحرم وستعاد الحصة إلى ما كانت عليه في السابق حينما تنتهي الأشغال.
سعادة السفير، ماذا بشأن المواطنين الجزائريين المرابطين على أبواب السفارة هنا في الجزائر طمعا في تأشيرة مجاملة؟
هذا المشهد يتكرر سنويا ومرده معلومات غير صحيحة تشاع هنا وهناك أن السفارة توزع تأشيرات على من لم يفوزوا في القرعة، وفي الحقيقة نحن نعتمد على معايير محددة في منح تأشيرات المجاملة تتعلق بحالات خاصة جدا مثل أولئك الذين تكررت محاولاتهم لبلوغ الأراضي المقدسة دون جدوى ومن لم تسعفهم الإمكانات المادية. وأؤكد هنا أن العدد الذي نمنحه ضئيل جدا عكس ما يشاع، بالإضافة إلى تأشيرات لبعض المسلمين المقيمين في الجزائر.
بعيدا عن الحج، كيف تقيّمون العلاقات الجزائرية السعودية؟
العلاقات في وضعية جيدة بل ممتازة، بعض الجهات تعمل على إثارة مشاكل وهمية بين الجزائر والسعودية وهذا الأمر لا يؤثر على البلدين سواء على مستوى القيادات أو الشعبين.