-->

الاثنين، 3 أغسطس 2015

"مجندو داعش أميون"


قدر رئيس لجنة المراجعات الفكرية، يوسف مشرية، أعمار المجندين الجدد الذين كانوا مرشحين للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" بين 18 و23 عاما، نافيا وجود فتيات جزائريات تم تجنيدهن في صفوف "داعش" أو وجود جزائريات في إطار ما يعرف بـ«جهاد النكاح".
أحصت لجان المراجعات الفكرية المكلفة بمتابعة ملف المجندين الجدد للالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي "داعش" 25 شبهة، فيما يخص الشباب الذين تمت محاولة ضمهم للقتال في صفوف "داعش "في سوريا.
وحسب مصادرنا، فإن عددا كبيرا من هؤلاء اقتنع بالعدول عن أفكارهم بعد إقناعهم من قبل أئمة متخصصين ضمن لجان المراجعة الفكرية، بحسب ما أكده رئيسها في تصريح لـ«الخبر".
وقد تطلب ذلك، حسب المتحدث، الجلوس معهم لأيام وأيام من أجل إقناعهم بترك الأفكار المتطرفة. ومن بين هذه الشبهات التي أحصتها اللجنة، الولاء والبراءة من الحكام والاعتقاد بأن المجتمعات المسلمة هي مجتمعات جاهلية وضرورة عودة البيعة والخلافة الإسلامية. كما يعتقد هؤلاء بأفكار الخوارج، ويؤكد مشرية أنهم لاحظوا وجود نزوة كبيرة لدى هؤلاء الشباب لـ«الجهاد" لعدة عوامل، منها نفسية والبطالة وإقامتهم بأحياء شعبية فقيرة، لكن الجانب الديني لديهم قوي جدا ويتأثرون بالإعلام خاصة الديني منه، وببعض فتاوى المنتسبين لتنظيم "داعش".
في ذات السياق، يؤكد محدثنا أن كل الشباب الذين تم الالتقاء بهم عبر مختلف المؤسسات العقابية، لا يملكون مستوى تعليميا أو أنهم غادروا المدارس في سن مبكرة، وبعضهم لا يحسن الكتابة ولا قواعد اللغة ولا حتى يحفظون القرآن، بل متأثرون ببعض المسائل فقط وليست لهم مرجعية واضحة، ومرجعيتهم هي أسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأبدى عدد من هؤلاء استعدادا للتخلي عن هذه الأفكار، كما هو الشأن بالنسبة للموقوفين القدامى في قضايا الإرهاب الذين عبروا عن استعداداهم للدخول في مسعى المصالحة والعودة لحياتهم المدنية.
وقد تصدرت ولاية الوادي بالجنوب الشرقي قائمة الولايات التي سافر فيها أكبر عدد من الشباب للانضمام إلى صفوف "داعش" في سوريا والعراق، بـ13 شخصا.
وتتكفل مرشدات دينيات من وزارة الشؤون الدينية بالاتصال الدوري بعائلات وأقارب الإرهابيين الملتحقين بصفوف داعش، لإقناعهم بالعدول عن هذه الأفكار التكفيرية والتأكيد على أنها لا تمت بأي صلة للإسلام، بالإضافة إلى السعي لإقناع أولادهم بالعودة إلى الجزائر وتسليم أنفسهم والاستفادة من تدبير المصالحة الوطنية.


جميع الحقوق محفوظة لـ بوابة الجزائر ©