-->

الجمعة، 7 أغسطس 2015

حملة وطنية لتسقيف المهور بقيادة الأئمة والأعيان‮..!‬

بعدما تخطّت المعقول وتحوّلت إلى عائق للزواج


06 ‬ملايين في‮ ‬باتنة‮..‬10‮ ‬ملايين في‮ ‬تيزي‮ ‬وزو و12‮ ‬مليون في‮ ‬البويرة‮..‬


أعلن الأئمة وأعيان عديد من ولايات الوطن وبالأخص مدن الشرق حملة كبرى لتسقيف المهور،‮ ‬التي‮ ‬تحوّلت إلى عائق للزواج،‮ ‬وبالرغم من أن الإسلام جعل المهر حرا ولم‮ ‬يحدده،‮ ‬غير أن الأئمة ارتأوا أن الضرورة تقتضي‮ ‬تسقيفه للمصلحة العامة‮.‬
تختلف المهور باختلاف المنطقة التي‮ ‬تنتمي‮ ‬إليها العروس‮ ‬غير أن المغالاة والتباهي‮ ‬فيها خلال السنوات الأخيرة وربطها بقيمة العروس عند أهلها،‮ ‬دفعها لطلب مبالغ‮ ‬خيالية،‮ ‬وهو ما أجبر أعيان وأئمة للجوء لتسقيف المهور،‮ ‬ففي‮ ‬ولاية باتنة تم تحديد المهر بـ‮ ‬6‮ ‬ملايين سنتيم،‮ ‬ومناطق أخرى بـ‮ ‬10‮ ‬ملايين سنتيم،‮ ‬حسب العرش الذي‮ ‬تنتمي‮ ‬إليه العروس والعريس،‮ ‬وتدخل فيه جميع مستلزمات العروس من ذهب وملابس مع الاتفاق على مبلغ‮ ‬الفاتحة فإما‮ ‬يعيد أهل العروس مبلغ‮ ‬ألفين أو‮ ‬5‮ ‬آلاف دينار لأهل العريس،‮ ‬لدفعها للإمام بعد قراءة الفاتحة أو‮ ‬يضيفون المبلغ‮ ‬السابق على المهر‮....‬
أما في‮ ‬منطقة القبائل حيث تنظيم‮ "‬ثاجماعث‮" ‬دعت إلى التمسك بقانون الأعراش في‮ ‬الزواج،‮ ‬حيث لا تزال القرى والأعراش الكبرى بالمنطقة متمسكة بعادات وتقاليد‮ ‬يفرضها نظام القرى كقانون‮ ‬يلتزم به الجميع وتطبق‮ ‬غرامات متفاوتة على المخالفين له،‮ ‬حيث‮ ‬يحدد جهاز العروس من قبل التنظيم المذكور وتلتزم به العائلات الغنية والفقيرة،‮ ‬فيشترط عدد الأفرشة والأغطية وحتى ما تحتويه حقائب العروس من لباس وأشياء أخرى،‮ ‬بل حتى الأكل المقدم‮ ‬يوم الوليمة‮ ‬يقتصر على الكسكسي‮ ‬بمرق‮ ‬يحضر بكمية محدودة من اللحم،‮ ‬حيث‮ ‬يوضع هذا الأخير ليضفي‮ ‬لذة ونكهة خاصة على الطعام،‮ ‬كما تخلو الوجبة من الفاكهة،‮ ‬أما المخالف فيغرم بتقديم ذبيحة مماثلة لصالح سكان القرية كلها،‮ ‬وقد تصل‮ "‬الخطية‮" ‬إلى مقاطعته من قبل القرية كلها وعزله بشكل نهائي‮ ‬بعدم حضور أفراحه المقبلة ويمنع حضوره لمناسبات القرية المختلفة،‮ ‬وحدد المهر في‮ ‬بلاد القبائل بـ10‮ ‬ملايين في‮ ‬كل من تيزي‮ ‬وزو وبجاية و12‮ ‬مليون في‮ ‬البويرة‮..‬

وفي‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬دعا الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي‮ ‬الشؤون الدينية الشيخ جلول حجيمي،‮ ‬الأولياء إلى تهذيب المهور وجعلها في‮ ‬استطاعة ومقدور الراغبين في‮ ‬الزواج وذلك بالاتفاق على مبالغ‮ ‬من دون مغالاة فيها والقناعة حتى‮ ‬ييسر الزواج للشباب ويبارك المولى فيه،‮ ‬وأضاف المتحدث أن تسقيف المهور بات ضروريا في‮ ‬وقتنا الراهن بعد أن رأى العلماء والفقهاء في‮ ‬ذلك مصلحة اجتماعية كالتقليل من العنوسة،‮ ‬لذا لابد من اللجوء إليه مراعاة للمصلحة العامة‮.‬

من جهته،‮ ‬أوضح رئيس النقابة المستقلة للأئمة الشيخ جمال‮ ‬غول،‮ ‬أن المهر هو حق خالص منحه المولى عز وجل للزوجة لقوله تعالى‮ "‬آتوا النساء صدقاتهن نحلة‮"‬،‮ ‬وهو رحمة من المولى عز وجل لذا لم‮ ‬يحدده ولم‮ ‬يجعل له مقدارا على عكس الزكاة،‮ ‬فلم‮ ‬يحدد سعره الأعلى ولا الأدنى،‮ ‬وواصل الشيخ‮ ‬غول أن بعض الأحاديث حثت الناس على أن تكون المهور بسيطة لقوله‮ "‬صلى الله عليه وسلم‮" : "‬أقلهن مهرا أكثرهن بركة‮"‬،‮ ‬إلا أنه عندما‮ ‬يتحول المهر لمثل ما هو عليه في‮ ‬وقتنا الراهن كأكبر معيق للشباب على الزواج بتجاوزه المعقول‮ ‬يجوز لأهل البلدة والأعيان أن‮ ‬يتفقوا على مبلغ‮ ‬معين لا‮ ‬يجب تجاوزه تفاديا للمبالغة.



جميع الحقوق محفوظة لـ بوابة الجزائر ©