يبدو أن السلسلة الفكاهية التي راهنت عليها قناة "الشروق تي. في" هذا العام، "السلطان عاشور العاشر"، قد أعطت ثمار نجاحها حتى قبل أن ينتهي بث آخر حلقاتها (20 حلقة)، فالسيتكوم الذي أخرجه المبدع جعفر قاسم، وقام ببطولته نجم الفكاهة (من دون منازع) هذا العام صالح أوڤروت، قامت العديد من وسائل الإعلام المصرية بتناول الحلقتين اللتين استحضرتا مباراة أم درمان الشهيرة بين الخضر والفراعنة سنة 2009.
في واقعة لم يسبق فيها للإعلام المصري أن تناول فيها أعمال فنية جزائرية، خرج موقع مصري شهير مؤخرا ليكتب: "مسلسل جزائري يسخر من مباراة مصر - الجزائر بأم درمان"، في إشارة لـ"عاشور العاشر" الذي بلغ صيته ونجاحه وراء الحدود، خاصة في ظل التراجع الذي شهدته معظم الأعمال الفكاهية هذا العام، والتي لم تخرج عن نطاق النمطية والصراخ والمواقف الفكاهية المألوفة التي صار لا يضحك لها المشاهد الجزائري، في ظل غياب سيناريو وحوار قويين يمكن من خلالهما مصالحة الجزائريين مع الضحك؟؟.
محاولات "يائسة" من أعداء النجاح
من هنا، صنعت سلسلة "السلطان عاشور العاشر" الاستثناء والفارق الوحيد بين جميع البرامج، رغم بعض المحاولات "الفاشلة" و"اليائسة" من أعداء النجاح، في الإيحاء بفشل العمل الذي لا يزال متصدرا نسب المشاهدة، ويزيّن شاشة "الشروق" حتى اليوم العشرين من رمضان، خاصة في ظل غياب أعمال فكاهية جادة ترّفه عن الصائمين بعيدا على الابتذال والسطحية والتهريج الذي بات السمة الغالبة على الأعمال الرمضانية.
وفي ظل صناعة "عاشور العاشر" للحدث على معظم مواقع التواصل الاجتماعي وعلى "اليوتوب" أيضا، خرج مهندس العمل ومخرجه جعفر قاسم، ليصرح بأن"السلسلة رغم أنهاتحمل طابعا فكاهيا، إلا أنها في بعض الحلقات تقدم للمشاهد رسائل سياسية وتاريخية مشفرة"، رافضا أن يكون هدفه من وراء هذا العمل "الضحك من أجل الضحك، وإنما إضحاك المشاهد بشكل هادف".
جعفر قاسم يتكلم..
وعن انتقاد البعض للسيناريو، أكد قاسم أن "كتّاب السيناريو على قلتهم في الجزائر يواجهون متاعب ومحظورات وموانع تتعلق بالدين والسياسة وعادات وتقاليد المجتمع"، لذلك قال: "لا يمكنك إضحاك الناس بأي طريقة وصورة يريدها شخص أو يتطلع إليها آخر"، موضحا أن فريق العمل بذل جهدا كبيرا في سبيل إنتاج عمل ذي مستوى عال جدا من ناحية الديكور والصورة، وهي رسالة - كما قال قاسم- للمشاهد الجزائري بأن هناك جزائريين يمكنهم إنتاج أعمال تضاهي في جودتها الفنية ما تنتجه الدول الأخرى على غرار تركيا أو سوريا، واختتم قاسم تصريحه بالقول إن ثقته كبيرة في تصّدر "السلطان عاشور" لقائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، وأنه في حال تحقق ذلك، فستكون هذه النتيجة برأيه عاملا محفزا لفريق البرنامج على الاستمرار في إنتاج أجزاء أخرى من "عاشور العاشر" على غرار "جمعي فاميلي" ومن قبلها "ناس ملاح سيتي".
قال إن الحلقتين المعروضتين فيهما سخرية من الفراعنة..
"عاشور العاشر" يستفز الإعلام المصري بعد استحضار "ملحمة أم درمان"
انتقدت الصحافة المصرية الصادرة في اليومين الماضيين المسلسل الجزائري الذي يحقق نجاحا ساحقا "السلطان عاشور العاشر" من إنتاج قناة"الشروق تي في"، وهذا بسبب حلقتين من السلسلة استحضر فيهما المخرج جعفر قاسم أحداث المباراة الفاصلة بين المنتخب الوطني ونظيره المصري التي جرت في أم درمان السودانية خريف 2009 خلال التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم 2010 فعنونت كثير من الجرائد والمواقع الالكترونية بالقول "مسلسل جزائري يسخر من الفراعنة..!" وراحت جرائد أخرى تحلل المسلسل وتنتقده فنيا وتشبهه بحريم السلطان في نسخة ساخرة..!
"عاشور العاشر" الذي استحوذ على أكبر نسبة مشاهدة في القنوات التلفزيونية الجزائرية من دون منافس أو منازع، طغت في حلقتيه الرابعة والخامسة الكوميديا بشكل فني عال ونالت إعجابا كبيرا في الأوساط الجزائرية وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف لم تمر بسلام على المصريين الذين استذكروا الهزيمة النكراء التي منيوا بها في أم درمان، وانتهت بتأهل المنتخب الوطني الجزائري إلى كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا والقضاء على نرجسية المصريين وغرورهم، لتبدأ حرب إعلامية شنتها الصحافة المكتوبة والمرئية وبشراسة وصلت إلى حد شتم شهدائنا.
يذكر أن مصر سبق لها وأن حاولت استفزاز الجزائر بطرح عمل سينمائي سنة 2009 للمخرج أحمد مدحت تحت عنوان "العالمي" من بطولة يوسف الشريف، حيث "تكهن" الكاتب بنتيجة مباراة الجزائر - مصر وحسم المباراة في فوز الفريق المصري وكذا تأهله للمونديال، وكان من المقرر طرح الفيلم مباشرة بعد تأهل الفراعنة إلى المونديال، إلا أن هذا الفيلم كان نذير شؤم على المصريين ونال فشلا ذريعا عند عرضه في دور السينما، وتكبد منتجه خسارة فادحة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق