-->

الأحد، 23 أغسطس 2015

أكتوبر المقبل بداية الضربات ضد «داعش» في ليبيا

أكتوبر المقبل بداية الضربات ضد «داعش» في ليبيا

حدَّدت بعض الدول الأوروبية بالفعل خيارات لتنفيذ عملية انتقائية ضد أهداف في ليبيا ستطول المواقع والمرافق التي تسيطر عليها التنظيمات المتطرِّفة وفي مقدِّمتها تنظيم «داعش».
حدَّدت بعض الدول الأوروبية بالفعل خيارات لتنفيذ عملية انتقائية ضد أهداف في ليبيا ستطول المواقع والمرافق التي تسيطر عليها التنظيمات المتطرِّفة وفي مقدِّمتها تنظيم «داعش».
ووفق مصادر إيطالية مطلعة فإنَّ الخيار الذي لا تزال تتمسك به كافة الدول الأوروبية حاليًّا يظلُّ المراهنة حتى اللحظة الأخيرة على جهود برناردينو ليون لدفع الفرقاء الليبيين نحو تشكيل حكومة توافق وطني، ولكن في حالة إجهاض هذا السيناريو فإنَّ نَسْخَ التجربة السورية من خلال تنفيذ عمليات جوية انتقائية بات مطروحًا بالفعل.
وتتحرَّك الدبلوماسية الأوروبية بشكل خفي حاليًّا لإحباط التوجُّهات العربية المعلنة في القاهرة الأسبوع الماضي بضرب «داعش» وتعد بأنَّ الأطراف الأوروبية «ستتحرَّك في الوقت المناسب» مع الحرص «حاليًا» على تجنب إجهاض مهمة ليون.
الليبيون يملكون الحل
وقال برناردينو ليون، عقب لقائه في القاهرة أمس السبت وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنَّه يشعر بتفاؤل نسبي تجاه مصير مهمته وإنَّه يراهن على فرص عرض الحكومة الليبية القادمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 سبتمبر المقبل، لكن ليون أضاف أنَّ الحل في ليبيا لا يمكن أن يأتي من الخارج وهو حلُّ يتكفل الليبيون وحدهم به، في إشارة إلى رفضه الواضح التوجهات العربية.
واعتبر مصدرٌ مطلعٌ في بروكسل أنَّ منح تنظيم «داعش» مزيدًا من الوقت للتغلغل في المرافق الرئيسة في ليبيا والاقتراب من منابع النفط بشكل مثير لم يعد مقبولاً.
تردد أوروبي
ورأى خبراء أنَّ تردد الدول الأوروبية حتى الآن في التعامل بجدية مع الوضع الليبي مرده إلى «أنَّها تنظر استراتيجيًّا إلى مصالحها في غرب البلاد» ولكن ما آلت اليه الأوضاع في طرابلس ووجود أدلة على ارتباط المتطرِّفين مع نظرائهم في شرق البلاد، إلى جانب انعدم الجدية في كبح الهجرة غير الشرعية، جعلت المواقف الأوروبية في وضعية صعبة.
وقال مصدر آخر إنَّ نهاية الفترة الدستورية لمجلس النواب في ليبيا يوم 20 أكتوبر واحتمال دخول البلاد فراغًا دستوريًّا أو الركون إلى خيار المجلس العسكري ربما تعترف به دول عربية فاعلة مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات قد يدخل البلاد في دوامة حرب أهلية.
ويريد الأوروبيون تجنب قدر الإمكان أن يجدوا أنفسهم ولو ظاهريًّا أمام إدارة شأن عربي في حالة تناقض صارخ مع مواقف غالبية الدول العربية.
تجنب التورط البري في ليبيا
وأعدت بعض الدول الأوروبية سيناريوهات محدَّدة لمعالجة الموقف على أن يتم التركيز على تجنب أي تورط بري في ليبيا والركون لطائرات دون طيار والوسائط الجوية لاستبعاد خطر «داعش» في مرحلة أولى وقبل التوجه إلى فرض حلٍّ شاملٍ في البلاد.
وفي مقر حلف الناتو في بروكسل فإنَّ الحلف لا يزال متمسكًا بموقفه المبدئي المعلن حتى الآن وهو «لا وجود لأية خطة للتدخل في ليبيا ولكن مع تكرار أنَّه يراقب الوضع الليبي عن كثب».
ولا يستبعد المسؤولون الأطلسيون تدخلاً في إطار آخر وهو إطار الهجرة غير الشرعية في حال إخفاق العملية الأوروبية الحالية (يونافور - ميد)على احتواء موجات الهجرة غير الشرعية وهو ما يتوقعه الخبراء.
كما أنَّ الحلف يؤكد جاهزيته للمساهمة الفعلية في إعادة تأهيل الهياكل الأمنية في ليبيا إذا ما تسلم طلبًا رسميًّا من حكومة تحظى بإجماع داخلي واعتراف خارجي.

جميع الحقوق محفوظة لـ بوابة الجزائر ©