CAN 2017 |
لا يزال الشارع الجزائري يعيش تحت صدمة القرار الذي اتخذه "مرتزقة" المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمنح شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم 2017 للغابون على حساب الجزائر، رغم التطمينات التي منحها عيسى حياتو، خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، بمناسبة لقاء نهائي السوبر الإفريقي بين الوفاق السطايفي والأهلي المصري... يومها تحدث باسم هيئته مع المسؤولين الجزائريين، وقدم لهم ضمانات "وهمية" لمساعدتهم وتدعيمهم على احتضان العرس الإفريقي الذي غاب عن بلدنا مدة تفوق الـ 25 سنة... يحدث لنا هذا مع المسؤول الأول على الكرة الأفريقية، الناكر لجميل الجزائر، التي وقفت بجانبه ودعمته لاعتلاء عرش الكاف سنة 1988 بالمغرب.
لقد كان الجميع متأكدا من اختيار الجزائر لاحتضان كأس إفريقيا القادمة بتقديمها لملف قوي مدعم من الدولة الجزائرية وضمانات كبيرة ليكون العرس الإفريقي بالجزائر ناجحا، لكن الحقيقة التي كنا نجهلها، ولم نضعها في الحسبان هي أن الهيئة الإفريقية لا تمنح شرف تنظيم أي منافسة بـ "بلاش"، بل يكون ذلك في الكواليس، المؤامرات الدنيئة، والرشوة التي طالت قارتنا السمراء وخاصة في محيط الكرة، لأنك لن تفوز بمباراة، ما لم تدفع من جيبك "الورقة الخضراء"، ولن تحتضن بلادك أي منافسة قارية، مالم تخصص مبلغا ماليا كبيرا وكبيرا جدا... مثل الذي دفعه الرئيس الغابوني إلى هيئة حياتو منذ أشهر وأكده رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف الذي كشف عن مؤامرة حيكت بين الغابونيين ورئيس الكاف على حساب الجزائر، وهو ما يجعلنا نراجع سياستنا تجاه هذه الهيئة الكروية التي لا تعترف قواميسها إلا بالرشوة والمحسوبية والعنصرية، ولن تقبل أبدا أن يتفوق ويتوج أبناء شمال إفريقيا الذين يواجهون صعوبات جمة مع نظرائهم في كل القارة... لا أريد أن أكون عنصريا، وأؤكد أن العرب أصبحوا غير مرغوب فيهم في الكاف بدليل العقوبات التي تسلط على المنتخبات والأندية العربية دون غيرها ومحاولة شطب كل العرب والموالين لهم من تسيير الكرة الإفريقية.
السياسة "العنصرية" التي ينتهجها عيسى حياتو وطاقمه ضد المغرب وتونس والجزائر، وحتى مصر، ستبقى سارية المفعول ما دام "الوحش الكاميروني" رئيسا للكاف، ولن يعيد أبدا النظر في سياسته وهو الذي أقنع كل أعضاء جمعيته العامة بإلغاء بند تحديد السن لرئاسة الكاف. وهو ما يجعله باقيا في منصبه إلى غاية آخر يوم من عمره.
ليس نهاية العالم عدم احتضان منافسة قارية عنوانها الرشوة، المحاباة والعنصرية... علينا مراجعة سياستنا تجاه هؤلاء "المجرمين الكرويين" الذين أرادوا محو الجزائر من الخريطة الكروية الإفريقية، لكنهم نسوا أن الكرة الجزائرية أبدعت عالميا، وأمام مرأى ملايير المشاهدين في منافسة نزيهة، ووقوفها الند للند أمام بطل العالم.. علينا الآن العودة إلى واقعنا الكروي، وبإيجابياته وسلبياته، وإعطاء حياتو دروسا في النزاهة أحسن.. وليعلم هو وأتباعه أن الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد لا تحتاج إلى صدقة من أحد.
بقلم ياسين معلومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق