هَلِ الشَوْقُ مُضِرٌّ

فِي غُرفَةٍْ وَحِيدًا هَائِمًا بأَفْكَارِي ، أَمََامِ أَوْرَاقٌ مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمِ الذِّي تَعَذَّبَ لِي يُدَوِنَّ وَلَو كَلِمَةً لأَجْلِكِ ، تاَرَةً أُمْسِكُ وَرَقَةً أَقْرَأُ وَ تاَرَةً أَسْرَحُ مِنَ النَّّافِّذَةِ ، حَتَّى أَحْسَسْتٌ أَنَّ البَّيْتَ أَصْبَحَ سِجْنٌ ، فَإذْ بِرِياَحِ الخَرِيفِ تُكَشِّرُ عَنْ أَنْيَابِهَا وَ تَدْخُلُ الْغُرْفَةَ دُونَ إِذْنِ حَتَّى ، فَأسْرَعْتُ لأِحْمِي مَادَوَنتُهُ لَهاَ ، مِنْ رِياَحٍ شِرِيرَةٍ تَأخُذُ دُونَ إِهْتِمَامٍ ، لَكِنْ هَيْهاَتَ فقَدْ سَبَقَتْنِي وَ سَرَقَتْ مِنِّ وَرَقَةِ ،لَمْ أعرف مَاكَانَ مَكْتُوبٌ فِيهاَ مِنْ كُثْرَتِ مَاَ كَتَبْتُ ، أَغْلَقْةُ النَّافِذَةِ وَ خَرَجْتُ مُسْرِعًا لأَجْلِ وَرًقًةٍ ضَاعَتْ مِنِّ ، وَالرِّياَحُ لاَتُبَالِي مِنْ مُنَادَاتِي لَهاَ ، أَجْرِي حَافِياً لأَلْحَقَ ، لَمْ أُعِرْ إِهْتِماَمِي لأَشْوَاكٍ وَلاَ لَذَعَاتِ زُجَاجٍ وَلاَ وَجَعِ صُخُورٍ  هَتَكَتْ قَدَمِي ، بَدَأتْ قَطَرَاتُ المَطَرِ تَنْزِلُ ، فَإرْتًبَكْتُ مِنْ أَمْطَارٍ تَمْحِي ماَرَسّخَهُ قَلَمِ ، بَقَيْتُ عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ أَنَا أَجْرِيٍ وَ الرٍّيًاحُ تَسْتًهْزِئُ وَ الأَّمْطاَرُ تُقَهْقِهُ ضَحِكًا مِنِّي ، إلَى أنْ إخْتَفَتْ الرِّيحُ وَ تَبِعَتْهاَ الأَمْطاَرُ ، سَقَطَتْ تِلْكَ الوَرَقَة عَلَى شًفىَ كَهْفٍ أمْسَكْتُهَا مُسْرِعًا لِكَيْ لاَتَهْوِيِ مِنْ كَهْفٍ مُظْلمٍ بِهِ وُحُوشٌ لاَتَعْرِفُ الرَّحْمَه ، قَلْبِي إنْفَطَرَ لأَنَّ مَادَونْتُهُ مَحَتْهُ رِيَاحٌ وَأمْطَارٌ ، قَلبْتُ تِلكَ الوَرَقَه لأَرَى مَابًقِي مِنْهاَ ، بِالفِعْلِ بَقِيَتْ كَلِمَه وَاحِدَةٌ (تَبًّا لِلشَّوْقِ) .
... الْقَيْصَرْ....